يقول العلماء ان الصحه النفسيه الجيدة تقوم على ثلاث قواعد هي القدره على تاجيل الاشباعات و التحكم في الرغبات، القدرة على الأمل والطموح، والقدرة على تحمل احباطات الحياه.... واليكم هذه التجارب التربوية:
يا بني لا تجعل نفسك تذلك !
كان أبي - رحمه الله - كلما طلبت منه شيئا قائلا "نفسي تتمنى أو"نفسي فيه" لا يحضره أبدا قائلا يا حبيبي لا تجعل نفسك تذلك وعندما اقول له اريد هذا الشيء بدون كلمة نفسي مشتهيه فان يشتريه فورا بدون تردد و كان يحكي لي قصة او كلما اشتهيت اشتريت... فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه انه قال رأي عمر بن الخطاب لحم معلق في يدي فقال ما هذا يا جابر فقل اشتهيت لحما فاشتريته فقال عمر أوكلما اشتهيت اشتريت يا جابر؟ ما تخاف الآية "اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا".
بعض الدراسات العلمية اثبتت أن اكثر الناس سعاده يتوافر لديهم ثلاثة أشياء: امل كبير, تحمل لاحباطات الحياه ، ضبط للشهوات, لأن الشهوات بئر من يفتحه يقع فيه هالكا.
واحدة الآن و تصبح بعد ساعة اثنتين!
كان والدي رحمه الله يحضر الحلوى او الفاكهة اوغيرها ويضع الكيس امامنا و يقول من ياخذ الآن ياخذ واحده فقط ومن يمسك نفسه و يتحكم في شهوته و يصبر ساعه فله اثنتين, وبدأ ابي يتدرج في الوقت بعد ساعة ثم بعد ساعة ونصف ثم بعد ساعتين، ثم ثلاث ساعات و لأننا كأشقاء مختلفون فمنا من صبر و منا من أسرع واخذ واحدة وبمرور الأيام و كثرة التجارب تحسن اداء الجميع و بعد سنوات من تلك التجربة صمنا شهر رمضان بنجاح كبير و بعد مرور سنوات قال والدنا يوما لقد فعلت معكم تلك الفكرة عندما كنتم اطفالا لأدربكم على الصيام ولأجعلكم تتحكمون في شهواتكم و لقد نجحتم كثيرا بارك الله فيكم.
الأكل أمامكم ...فامسكوا انفسكم.
كان والدي يحضر الحلوي والفول السوداني واللب ويضعه امامنا ويقول لا أحد يقترب منها الا بعد الانتهاء من المذاكرة، انا طبعا لا اعرف هل انهيتم المذاكرة ام لا، كل واحد ربنا يعلم ما بداخله، فعلها معنا لسنوات النتيجه اننا جميعا بفضل الله عندنا مراقبة شديدة لله وتحكم في شهواتنا وبعد عن الحرام.
قبل ان تذهب الي السوق اسمع هذه القصة
قبل أن نذهب الي السوق او لشراء شيء ما كان ابي يحكي لنا القصة التالية:
مر مالك ابن الدينار- احد التابعين- يوما في السوق فرأي بائع تين فطلب من البائع ان يعطيه التين ويؤجل الثمن ليسدده له في وقت لاحق، فرفض البائع فعرض ماك علي البائع ان يرهن عنده حذاءه مقابل هذا التين فرفض البائع ثانية فانصرف مالك واقبل الناس علي البائع واخبروه بهوية المشتري، فبعث بغلامه الي مالك ابن دينار بعربة التين كلها وقال لغلامه ان قبلها منك فانت حر لوجه الله...وذهب الغلام الي مالك واضعا في باله ان يبذل قصاري جهده لينال حريته... فاذا بمالك يقول له اذهب الي سيدك وقل له ان مالك ابن دينار لا يأكل التين بالدين...وان مالك حرم علي نفسه اكل التين الي يوم القيامه..قال الغلام يا سيدي خذها فان فيها عتقي، فقال ان كان فيها عتقك فان فيها رقي...راي مالك ان شهوته اذلته وان بطنه أهانته فأدب نفسه وحرم عليها أكل التين زجرا وتهذيبا لها.
.
.
.
من كتاب 700 فكره في تربية الأبناء